yanour موقع يانور الإسلامي
 
 

أسرار خطيرة عن الحسن الثاني

 

ليس من المبالغة في شيء,القول بأن بيت أسرار الحياة الخاصة,للملك الحسن الثاني ظل لمدة طويلة وراء باب ضخم موصود,ومفاتيحه بيد الحسن الثاني,فطوال قرابة الأربعين سنة التي دامها حكمه

nkjghkjg16لم يكن السواد الأعظم للمغاربة يعرفون"قلامة ظفر" بتعبير العرب القدامى,عن الممرات والسراديب المؤدية الى غرفة نوم الحسن الثاني,والأمكنة التي كان يضع فيها عشرات الملايين من العملات النقدية العالمية,وعلى رأسها الدولار  و ما هي تفاصيل باقي حياته,من قبيل طقوس وأجواء مشاهدته لأفلام السينما,ومنها حمله لمسدسه حتى في اللحظات الحميمية,وكيف توقف عن السباحة في مسبح القصر,مخافة أن يطاله اغتيال وهو مرتد"مايوه" فقط...ولمادا كانت غرف خادماته في القصر تعج بالصراصير(سراق الزيت)؟؟ولماذا كان(الحسن الثاني دائما) يكره قصري الرباط وطنجة؟؟وماهي حيثيات وتفاصيل تنكره في هيئة عجوز وثياب رثة ليثرثر مع عامة الناس؟؟ والأخطر من ذلك,أساس وتفاصيل الحريق الذي شب في قصره بمراكش بسبب احدى محظياته..ولماذا فكر الحسن الثاني مرة في اعتزال الحكم,وكيف كان يستيقظ حينما ينام شعبه"الوفي" والعكس بالعكس؟؟ولماذا كان يعيش في رعب مقيم من انقلاب ثالث؟؟ وما هي حيثيات تناقض الكثير من سلوكاته في الحياة,ومنها اقباله الشديد على مظاهر البذخ,وفي نفس الوقت كان يتناول طعامه مباشرة على الأرض مفترشا سجادة صلاة...؟؟؟ انها عبارة موجزة تفاصيل مذهلة بغرابتها من الحياة الحميمية للحسن الثاني

"ياله من نظام...ياله من نظام"

 

 

 

 

985106934سئل الصحافي والكاتب الفرنسي"اريك لوران",الذي أصبح مشهورا في المغرب بفضل الحوار الذي أجراه مع الحسن الثاني,وصدر في كتاب بعنوان"مذكرات ملك"..سئل مؤخرا,عن بعض الخصوصيات التي استرعت انتباهه في شخصية ةحكم الحسن الثاني,وكان من بين ما قاله.."لقد كان من الذكريات التي أدهشتني مشهد أفراد الحاشية وهم منحنون بزاوية مائة وثمانين درجة مستقيمة امام الملك,في ملعب الغولف,فكان أن قلت في نفسي(يا له من نظام.. يا له من نظام),مرت العديد من السنوات اكتشفت بعدها أن ذلك النظام كان كما تخيلته,بنفس أجواء الضغينة والارتشاء والنذالة والانحطاط وغياب حس الدولة..",وفي مكان آخر من نفس الحوار,الذي أجرته الصحافية"كاترين غراسييه" مع نفس الصحافي والكاتب الفرنسي,الذي اجتزأنا منه الفقرة أعلاه,قال في سياق آخر"لقد قال لي الحسن الثاني مرة(هل تعرف؟ في السياسة يجب أن يكون الحظ معك,لتأخذ حالة عائلتي كنموذج,فنحن العلويون ننحدر من سلالة النبي.وقد حدث في الزمن الماضي أن كان هناك هجوم للجراد على البلاد,وأتلف كل المحاصيل,استمر الحال على ذلك النحو لمدة طويلة,وحدث في احدى اللحظات أن المسؤولين قرروا أن يمنحوا السلطات السياسية لأحد المنحدرين من سلالة النبي,أي الى أسلافي,وحينما جاء هؤلاء الى السلطة,اختفى الجراد,ان هذا هو الحظ في السياسة)",وقد علق اريك لوران على ما قاله الحسن الثاني"لقد كان بامكانه أن يقول-أي الحسن الثاني-لقد استجاب الله لطلبنا نحن سلالة النبي فاختفى الجراد لكنه لم يفعل

الحسن الثاني العقلاني كان غارقا في اللاعقلانية

 

 

 

17508310نستنتج من المقتطفين أعلاه,أن شخصية الحسن الثاني كانت بالغة التركيب,حتى لا نقول كلمة أخرى أبلغ,فالشخص ذاته-أي الحسن الثاني-الذي حرص على أن يمنح لصحافي وكاتب فرنسي,فكرة واصحة عن مفهوم"الحظ" في السياسة بما يجعله أقرب الى البراغماتية(النفعية) وليس الى"كرامات" دينية لا توجد الا في أذهان البسطاء من عامة الناس,وهو نفسه الذي كان حريصا,كما أكد ذلك اريك لوران,في الفقرة الأولى المقتطفة من تصريحاته,حيث لم يكن الحسن الثاني يتورع,عن الاحاح على مشاهد العبودية والاستعباد السلطويين,كما درج عليها الحكام الشموليون في القرون الخوالي,وليس القرن العشرين الذي عاش فيه.وهذا معناه أن الحسن الثاني-من خلال المستفاد من الفقرة الثانية من كلام الصحافي الفرنسي-كان شخصا"عقلانيا" حينما يريد,لاسيما أمام الصحافيين الفرنسيين وكبار الشخصيات الأجنبية,كما فعل مع الصحافي لوران,انه من دعاة الحداثة والتطور وغيرها من مصطلحات العصر الايجابية و"التقدمية",لكن هذا لم يمنعه من أن يمنح لنفس الشخص الأجنبي مشهدا جديرا بمشاهد القرون الخوالي التي كانت تجري احداثها في بلاطات حكام العصور القديمة(أفراد حاشيته وهم يركعون له...).تصورا أن الحسن الثاني ينظر الى كبار معاونيه ووزرائه وهم يركعون أمامه وفي نفس تلك اللحظة التقت عيناه بعيني الصحافي الفرنسي الذي حدثه فيما قبل عن مسألة وصول الحكم الى عائلته بمحض صدفة,حينها ألن يرد لسان حاله"نعم كل هذا سخيف أعرف ذلك لكنه ضروري لاستمرار حظ الحكم الى جانبنا نحن العلويين

ملك حريص على تفاصيل حياته الخاصة

 

 

 

 

270639806الواقع ان هذين الملمحين,من شخصية الحسن الثاني, يعتبران مناسبين,لفهم كنه الكثير من نقاط العتمة,التي اخترقت فترة حكمه على مدى ثمانية وثلاثين عاما.وليس من شك أن واحدا من أهم ملامح نمط حياة وحكم الحسن الثاني,أو بالأحرى ذلك الذي جسد أبلغ تجسيد تناقضاته الوجودية,يتمثل في مؤثثات حياته الخاصة,وكم هي الأساطير التي ترعرعت في الأذهان والنفوس عن الحياة الخاصة للحسن الثاني,مشفوعة بهذا السؤال الفضولي"ترى ماذا يجري وراء الأسوار المنيعة لقصور الحسن الثاني"؟؟؟ وطبيعي أن الاستجابة لمثل هكذا فضول كانت من رابع المستحيلات,لذا انطلقت المخيلات من أعنتها,وتمت حكاية العديد من الخرافات والأساطير,عن الوتيرة البالغة القسوة والشطط والانغماس في المتع والملذات التي شهدتها حياة الحسن الثاني,وبطبيعة الحال كانت لتلك الأساطير ما يسندها في أرض الواقع,ونعني هنا كل ذلك المنع والتمنع الذي حرص عليه الحسن الثاني في عدم الكشف عن أشكال ومضامين حياته الخاصة لأي كان,وبالتالي كان ذلك الامعان في التخييل الشعبي الذي ذهب الى حد القول بأن الملك السابق كان يختطف الفتيات الجميلات من ذويهن ليعمر بهن قصوره المتناثرة عبر أنحاء المغرب,ومن الغريب أن هذا الخيال لم يذهب بعيدا عن"كشف المستور",ففي المعلومات التي جمعناها من أكثر من مصدر يشير الى أن ذلك لم يكن مبالغا فيه.وقل نفس الشيء عن الكثير من التفاصيل التي تم"هتك" سريتها من طرف العديد من الشخصيات الأجنبية,سياسية واعلامية,ثم أصبحت فيما بعد معطيات ثمينة تسير بذكرها الكتب والصحف

هتك أسرار الحسن الثاني

 

 

 

 

 

 

 

 

normal_hassan2_7E0

ثمة العديد من المعطيات العجيبة والغريبة الى حد الامعان,لم يكن للمغاربة بها علم,مع أنها جرت بين جدران قصور الحكم,هل يعلم السواد الأعظم من المغاربة مثلا أن حريقا مهولا شب ذات يوم من نهاية سنوات ثمانينات القرن الماضي في القصر الملكي بمراكش,الحريق الذي تسببت فيه احدى خليلات الحسن الثاني,وماذا نعرف نحن معشر المغاربة عن وتيرة الحياة الخاصة التي كان يحياها الحسن الثاني,باعتباره حاكما مطلق اليد؟؟

أسئلة كثيرة لن يجد لها المرء أجوبة شافية,لكن ما توفر منها لحد الآن كفيل بدفع من بقي له حس الاستغراب والدهشة أن يفغر فمه على سعته.غير أن الداعي الى المزيد من الشعور بالعجز المحلي في شتى مناحي الشأن العام,هو أن المعطيات الغزيرة المتوفرة عن واحدة من أحلك فترات الحياة العامة المغربية,قد أصبحت متوفرة بفضل اجتهادات اعلاميين أجانب,ونخص بالذكر منهم الفرنسيين,وليس من شك أن ذلك ثم بمساعدة سياسيين أجانب ومغاربة(هم في الحقيقة جنود مجهولون)هالهم ما عاينوه من مشاهد ومعايشات فتخففوا من بعضها,مما تلقفته أيدي أمينة نقلته الى القراء

المغاربة ممنوعون عن معرفة حياة الملك

 

 

 

 

 

post_32_1106966457ويكاد يكون الأمر لازمة مغربية بامتياز,ونعني بها أن أهم ما كتب ويكتب عن المغرب والمغاربة قديما وحديثا يظل من عمل كفاءات أجنبية في مختلف المجالات,نذكر منها أن كتابا لباحث أمريكي هو واتر بوري بعنوان"أمير المؤمنين" صدر منذ العقد السادس من القرن الماضي,مازال حتى الآن أفضل تشريح للسلطة السياسية ببلادنا,كما أن ما يكتب في الاعلام الأجنبي عن المغرب والمغاربة,ما زال يعتبر الأجرأ,والأكثر جدوى,وفي ذلك دلالة على أننا لم نغادر بعد عتبة المحظورات في أكثر من مجال تقوم عليه الحياة العامة للبلاد.واذا كان صحيحا أن لكل قاعدة استثناء,فان الاستثناء بصدد الكتابة عن الحسن الثاني وحكمه,تتمثل في العديد من الشهادات والكتب والمقالات التي تناولت الموضوع من جوانب عدة,نذكر منها مثلا كتاب المؤرخ المغربي المعروف عبد الله العروي"المغرب والحسن الثاني"الصادر مؤخرا,فضلا عن تلك الكتب التب الفها بعض ممن اصطلح عن تلقيبهم ب"ضحايا سنوات الرصاص" وهم ثلة من العسكريين,الذين قضوا زهاء عقدين من الزمن في سجون سرية رهيبة كتازمامارت مثلا,ومنهم محمد الرايس وأحمد المرزوقي...هناك أيضا معتقلو الرأي أمثال أبراهان السرفاتي وعبد الفتاح الفاكهاني...أما بصدد"حميميات" حياة الحسن الثاني,فيمثل كتاب الصحافي الفرنسي جان بيير توكوا"آخر ملك" الصادر منذ زهاء سبع سنوات,المرجع الأهم والأخطر من نوعه,حيث أنه تعرض لجزيئات دقيقة من الحياة الخاصة والعامة للحسن الثاني,وذلك بشكل ضاف ومتوسع فيه,بالرغم من أن الكتاب مخصص في الأصل لوريث الحسن الثاني محمد السادس,ومبرر المؤلف في ذلك,كما قال هو نفسه في توطئة كتابه"لفهم الابن يجب فهم الأب"

كتاب "آخر الملك" تضمن كثيرا من المعطيات عن بعض أدق حميميات الحياة الخاصة للحسن الثاني,وقد اعتمدنا عايه بشكل أساسي,في ايراد البنية العامة للجوانب المؤطرة لهذا الملف.هناك أيضا كتاب مغربي من نفس الطينة المدققة في ايراد بعض المعطيات الناذرة عن الحياة الخاصة للحسن الثاني,بعنوان" حدائق الملك" الذي صدر بفرنسا منذ أزيد من خمسة عشرة عاما,لمؤلفته فاطمة أوفقير,زوجة الجنرال المعروف.وتميزت مؤلفته بجرأة وشجاعة كبيرتين في ايراد العديد من المعلومات الثمينة حقا عن الشخصية المركبة للحسن الثاني,يجد القارىء بعضها هنا,ضمن ما يتصل بملفنا.وقد كان مذهلا حقا أن تقف فاطمة أوفقير عند بعض تناقضات الشخصية المركبة للحسن الثاني,منها مثلا أنه كان مغرما بحياة الفخفخة والأبهة والبذخ,وفي نفس الوقت يفترش سجادة صلاة ليتناول عليها طعامه,مستعملا أدوات بدائية.وأيضا عن علاقته التقليدية بالنساء,حيث حرص على الاحتفاظ ببنية وشكل الحريم كما كان على عهد والده محمد الخامس.

 

المغاربة كلهم ملوك

 

0000037226_009يعتقد كاتب السطور أن كل المعطيات المتوفرة لحد الآن عن شخص الحسن الثاني,كرجل سياسة,شاءت الظروف التاريخية والسياسية والاجتماعية,أن يكون على رأس بلد كالمغرب,بسلطات سياسية ودينية واقتصادية...واسعة,قد تبادل مع محيطه(أي الخصوصيات البشرية والثقافية والسياسية للمغرب) أخذا وردا على نحو بالغ الذهاء,للعوامل التي كانت كفيلة بجعل المغرب على هذا النحو الذي نراه,أي"متخلفا خمسين سنة الى الوراء" كما قالت فاطمة أوفقير في كتابها المذكور آنفا.غير أنه"لو لم يجدوكم نعاجا لما كانوا ذئابا",كما قال منذ أزيد من قرنين المصلح السياسي والاجتماعي العربي المعروف جمال الدين الأفغاني,حيث ان الحسن الثاني وجد الظروف السياسية والاجتماعية"المناسبة"ليحيا,ليس فقط حياته الخاصة الممعنة في أجواء أباطرة الأزمنة الغابرة وحكام القرون الوسطى الشموليين,بل أن يجعل أيضا من أهم اختياراته"الفكرية" والسياسية سمة للنخبة المغربية بشتى مشاربها وألوانها,فكما قال يوما السياسي الحركي العجيب المحجوبي أحرضان للصحافي عمر سليم في برنامجه التلفزيوني"الرجل المعني","هل تعرف لماذا نحن المغاربة ملكيون؟؟لأن كل واحد منا ملك في بيته ومعمله وادارته وحزبه وضيعته..".هل هذا صحيح؟ في الحقيقة يمكن لأحرضان أن يقول ما يشاء,على طريقته"الزايغة" لكن جوهر الأشياء لا يستقيم والقول بأن كل الناس في هذا البلد كانوا ملوكا,أي طواغيت كبار وصغار,فثمة أحد الأحاديث المأثورة يقول"الناس على دين ملوكهم"..وهو ما كان يعيه الحسن الثاني بحدة..لذا فانه فعل كل شيء ليكون نمط حكمه موزعا جيدا في المكان والزمان المغربيين. وقد بدأ من حيث كان يجب أن يبدأ,أي من"أسرتي الصغيرة"كما كان يقول في خطبه.وليس من المبالغة في شيء التأكيد على أنه لفهم الكثير من جوانب شخصية المرء,كيفما كان موقغه,يجدر القاء نظرة متفحصة عليه وهو في اطاره الطبيعي,أي بين أهله,وحقا لقد كان شخص الحسن الثاني"مخلصا" كما سيتبين للقارىء من خلال المعطيات التي جمعناها بهذا الصدد,لنمط نظرته الى الحياة,ليس فقط كما"يجب" أن تكون في محيطه الاجتماعي المياشر,بل في البلد بأسرته.فهل يحق القول بأن الحسن الثاني غير المغرب رأسا على عقب؟؟بمعنى أن بلدنا كان على حال أفضل,ثم جاء الحسن الثاني وبدل كل شيء شر تبديل؟؟ان القول بذلك يعتبر تجنيا على الرجل,فهو لم يفعل سوى أنه استغل أسوأ الجوانب,في الشخصية والتاريخ المغربيين,وما أكثرها في الحقيقة-أي المساوىء-ومنها كل تلك الاعتبارات الاجتماعية والدينية والثقافية,التي تجعلنا مشدودين لعوامل التقليد والتخلف,وهو ما يمكن تشبيهه بكرة حديد ثقيلة مشدودة الى كيان المغاربة بسلسلة غليظة,وكل ما فعله الحسن الثاني هو أنه دق الأوتاد التي تشد كرة الحديد الى الأرض.وهو عمل لو تعلمون"عظيم" بالمعنى المقلوب للعظمة.

يضرب أبناءه وخدمه بحبال مبللة ويصلح أعطاب قنوات المياه

 

لم يكن أحد من زوار الحسن الثاني,مهما بلغت أهميته,يعرف ما كانت عليه الحياة داخل قصوره,لقد كانت تلك هي القاعدة حتى لو تعلق الأمر برؤساء الدول والملوك من أصدقائه,أو كبار الوزراء الذين كان الحسن الثاني يدعوهم لحفلات أعياد ميلاده أو نهاية السنة,فكل هؤلاء من كبار الضيوف وغيرهم لم يكونوا لا معشار حميمية حياة الحسن الثاني.

nkjghkjg03كيف لا وقد كانوا يجهلون كل شيء عن الحياة الخاصة للحسن الثاني,وأبعادها السرية,وانشغالاتها,وارتباطاتها وتناقضاتها.لم يكونوا يعرفون مثلا أن الملك السابق للمغرب كان يعيش في عالم تؤثثه عشرات النساء,تسهرن على خدمته بشكل خاص,وأنه كان قادرا على ضرب واحد من خدامه-أو أحد أبناءه-بواسطة حبال مفتولة ومبللة في الماء والملح,وفي نفس الوقت البرهنة على أريحية مذهلة من خلال وبشكل سري,اتجاه أسرة أحد الخدم تعيش ضنك الحياة وأيضا ارسال خادم آخر الى مستشفى الامراض العقلية,متهم بنسج علاقة غرامية مع احدى نساء حريمه,كما يمكنه-أي الحسن الثاني دائما-أن يعهد لخدمه بمهام سرية. انه نفس شخص الحسن الثاني العقلاني المهووس في ذات الآن يالتنجيم,الذي حمل حول معصمه سلسلة تحميه من الأرواح الشريرة,كما أنه كان قادرا على تقديم الدليل أن بامكانه أن يكون قاسيا بشكل رهيب,حيث كان قادرا على اظهار أن لديه قلبا من حجر,وفي نفس الوقت ارسال مءات العشرات من المغاربة المجهولين الى مكة للحج على نفقته,كما أن ذلك السيد المتعالي والمنطلق(مطلوق) المحاط على الدوام بجيش من الخدم,كان مدبرا ممتازا لأعطاب البيت,حيث كان قادرا على القيام بدور العامل الرصاص(بلومبي) لاصلاح عملية تسرب للمياه,أو النقاش حول نوعية خلطة اسمنت,ولا يفوت أية فرصة للتأكيد على أنه فنان فريد من نوعه,كما كان يرسم تصاميم سيارات,وعمارات,ويخترع أشكال مجوهرات,ويصمم نماذج من ألبسة نسائية كان يضطلع بتنفيدها مزودزه الأوروبيين باخلاص,وكان يؤدي أتعابهم عدا نقدا,نعم لقد كان ذلك يتم بشكل متأخر لكنه لم يكن يتنصل من الأداء. لقد كان هناك ظل أساسي يخيم على حياة الحسن الثاني وأبنائه,حيث كان مسدودا عليها بباب ضخم والمفتاح الوحيد كان دائما يوجد معه.

باب ضخم موصود ومفتاحه بيد الملك

 

maroc237كان الحسن الثاني ملكا رحالة.فقد كان لديه ما يناهز عشرين قصرا رهن اشارته موزعة على مختلف المدن المغربية من طنجة حتى أكادير,ومن مراكش الى افران,مرورا بالدار البيضاء..قصور كبيرة,بعضها كان حميميا,قصور ملكية في ملكية الدولة,وأخرى خاصة أو فيلات مصممة على أساس أنها قصور,مخبأة خلف أسوار ضخمة,محروسة ليلا ونهارا من طرف رجال مسلحين,كما أنه-أي الحسن الثاني-كان يملك اقامات فاخرة بالخارج,منها اثنان على الأقل بفرنسا,وهي"آرمان فيليي" في الضاحية الباريسية وبها مائتا غرفة,واقامة"بيتز"الأقل شساعة نسبيا.ان القصر الاكثر أهمية,وان لم يكن المفضل,وهو ذلك الذي يوجد في الرباط,فهو رمز عمراني لسلالة العلويين الحاكمة,ويتعلق الأمر بمدينة قائمة الذات,بأزقتها وشوارعها,ومصحة ومقبرة ومجزرة وثانوية,واسطبل ومسبحين,وملعب غولف به ثمانية عشرة حفرة,وملاعب كرة المضرب,وفيلات وغابة وسجن,انها مدينة غافية ومهجورة,ينحصر وجودها في الغالب,ضمن الخرائط السياحية في بقعة بيضاء غامضة.انها بقعة بيضاء محروسة جيدا...فعند أي باب من ابواب القصر ثمة حراسة,وبشكل مكثف.فهناك يتلاقى بشكل متزامن رجال الأمن الملكي,والمظليون وعناصر الألوية الخفيفة للأمن,والتابعين أيضا لقيادة الجيش,وخدام القصر"المخازنية" أو"لفرارج" كما يلقبون بسبب الشاشية الحمراء والبذلة البيضاء.

 

اقامات الأمراء والأميرات

 

t_moulay_rachid__17_ان القصر الملكي بالرباط يحيل على ديكورات قصص الكاتب الأرجنتيني لويس خورخي بورخيص عالم من التهويمات والأشياء المصطنعة والمتاهات.ففي رحاب القصر,ومخافة وقوع انقلاب,فان ما يشكل أهمية يتم اخفاؤه,وما ليس كذلك يترك مكشوفا فأبواب خشب الأرز المنحوتة البالغة الضخامة تفضي الى ساحات فارغة,والممرات في منعطفات أكثر من أي شيء آخر,أما الأبهاء فلا تنتهي الا لتضيع,في حين ان المداخل المجهولة والأسوار التي لا أبواب لها,والأدراج الضيقة,يمكن أن تفضي الى قدس الأقداس,أي الاقامات الخاصة للملك.

من أجل الدخول الى قصر الرباط,فانه كان على رواده الحميميين من الأمراء والأميرات,وكذلك الخدم ألا يأخذوا المذخل الرئيسي,بل باب مرآب(كاراج) يوجد الهامش,ويفتح على موقف السيارات وبناية مجهولة حيث يقضي السائقون والحراس الشخصيون سحابة يومهم.والاسطبل ليس بعيدا,عن ذات المكان,والذي توجد فيه العربة الملكية.ثمة أيضا غرفة أخرى يشغلها"مخازنية" وهم رجال يفعلون كل شيء,مثل جلب الغذاء لجراء(كانيش) الأميرات,أو حمل الزرابي الكبيرة حينما ينتقل الملك,أو مناولة كؤوس الشاي لضيوف الحسن الثاني,أو حراسة أبواب القصر الملكي من الداخل,انهم هناك للقيام بشتى المهام و المنزل الصغير حيث أقام محمد السادس,في فترة المراهقة,يوجد على بعد خطوتين,وهو مشيد على نفس مقاسات علو باقي البنايات الأخرى,وبه حديقة.منزل صغير ومغر وبمرافق لا مبالغة فيها صالة الطعام,ومطبخ وغرفة للأمير,وأخرى مزودة بسريرين لأصدقائه.وحينما نال ولي العهد شهادة الباكالوريا ذهب الى قصر الرميلات بضواحي سلا,ليتسلم أخوه الأصغر رشيد البيت.أما حين كان الأميران صغيرين فقد كانا يعيشان بشكل اكثر قربا,فيما يسمى داخل القصر ب" اقامة الأمراء والأميرات"وفيما بعد فرض الحسن الثاني على ابنيه الرحيل الى مكان آخر لأنه لم يكن يريد أن يستمر أبناؤه,بعد سن الخامسة عشرة أو السادسة عشرة,في الالتقاء بالفتيات اللواتي كن ملازمات للأميرات.و اقامة الأمرء عبارة عن مسكن كبير أبيض بحواجز تفصلها عن باقي بنيات القصر المتوجة أسوارها بالقرميد الأخضر,كل أبناء الحسن الثاني أقاموا في ذلك المكان بشروط اسبرطية
 

كيف كان الحسن الثاني حترم محظيات محمد الخامس؟؟

 

50522470اذا ما واصل المرء السير عبر الطريق المحفوفة بالورود,والتي تؤدي بالتدرج هبوطا الى الفناء الداخلي للقصر,فسيصل الى المصحة التي ولد فيها أربعة من الأبناء الخمسة للحسن الثاني.وهناك أيضا يتلقى هذا الأخير العلاج حسب نوعية المرض وبشكل مناسباتي.صحيح لقد كان يجهد نفسه ليبدو كما لو كان بصحة من حديد, غير أنه كان يعاني من اضطرابات هضمية, مقيمة ومؤلمة أصيب بها في بداية خمسينات القرن الماضي حينما كان الى جانب والده بجزيرة مدغشقر,وذلك خلال نفي محمد الخامس بين سنتي 1953و1955 من طرف المستعمر الفرنسي.و يسير المصحة أطباء يوغسلافيين, ولا شيء ينقصها قاعة العمليات,مختبر التحليلات الطبية,جهاز السكانير,الصيدلية,صالة لعلاج الأسنان,وذلك في الطابق السفلي,بمعية بضع غرف,وثمة أيضا صالة أخرى لعلاج الأسنان,بالاضافة الى غرف أخرى,مؤثتة ومعتنى بها جيدا,حيث تأتي اليها لفيف من خبيرة الأطباء الفرنسيين والأمريكيين مرة كل شهرين من أجل كشف صحي على الحسن الثاني,كما أن طبيب أسنان القصر كان يأتي من الخارج,وبالجوار تسكن آخر خليلات الملك محمد الخامس,فحينما توفي هذا الأخير جراء عملية جراحية عادية سنة 1961 كان رجلا حيويا في العقد الخامس من العمر, أما محظياته فكانت كل واحدة منهن في نحو الثلاثين.وبعد مرور قرابة أربعين سنة مازالت هناك نحو عشرين منهن تسكن المكان,وقد بلغت معظمهن سن السبعين,كان الحسن الثاني يعاملهن باحترام,كل واحدة منهن تتوفر على شقة ومسبح قريب وحديقة,وسائق يسهر على مشترياتهن من وسط المدينة,كان السكرتير الخاص للملك يصرف لهؤلاء النسوة اللواتي لا معين لهن,وليست لهن أسر ولا موارد,رواتب ببضع مئات آلاف الدراهم,كل شهر ليتمكن من الاستمرار في الحياة,هؤلاء الخليلات القديمات,هن الزبونات الأساسيات للبقال والخباز والجزار,الذين يأتون كل صباح لفتح دكاكينهم الصغيرة داخل رحاب القصر.

على مبعدة من هذا المكان ببضعة أمتار,يبدأ حي آخر,وهناك توجد قاعة العرش حيث يلقي الملك خطبه,ويعقد ندواته الصحافية,وهناك أيضا تجري اللقاءات الرسمية,والأحاديث الدينية خلال شهر رمضان.وبنفس الفضاء,على الأخص خلف حيطان غير معروفة ونوافذ ضئيلة,تختفي الاقامات الخاصة للحسن الثاني,حيث تعيش عشرات النساء,وأبناء الحسن الثاني الذين كانوا يأتون,كل واحد بدوره,للسلام على والدهم,حسب ما تقتضيه أعراف البروتوكول,وباستثناء ثلاثة من الأشخاص الذين يضطلعون بالترفيه عن الملك بضعة خدم كبار في السن,صامتون مثل القبور...باستثناء هؤلاء لا أحد يحط قدميه فيلك المكان,وحينما يكون ضروريا تبديل أحد مصابيح الكهرباء,أو مد احدى الزرابي الجديدة,فان العمال الملحقين بالقصر يدخولون عين المكان لكن يرافقهم دائما أحد أفراد عبيد العافية,وهو واحد من سلالة عبيد العافية القصر السود.

ويا ويل العامل الذي يتجرأ على رفع عينيه تجاه النساء اللواتي يجدهن في طريقه,اذ ان قلب القصر سجب أن يظل غير محترق,لم يكن هناك أي مستشار أو وزير أو رئيس دولة مهما كان مقربا مسموحا له أن يتقاسم العالم الحميمي والسري للحسن الثاني.

 

 

 

 

 

 

smarrivlayaG163كان الحسن الثاني يعيش في الطابق الخامس والأخير ضمن بناية بلون أبيض مخضب.ومن هناك,وعبر ممرات أقل أو أكثر سرية,وسراديب خفية,وأبهاء غامضة,حيث يمكن الالتحاق بأجزاء من القصر دون أن يكتشف أحد ذلك,والذهاب الى المصحة,والالتحاق ببنايات محظيات محمد الخامس,بل أيضا,كما تفيد بذلك بعض الشائعات مغادرة القصر الملكي خفية,غير ان سيد المكان-أي الحسن الثاني-هو الذي كان يعرف وحده التصاميم السرية للمداخل والمخارج وطرق استخدامها,كما كان الشأن أيضا بالنسبة لباقي القصور والاقامات,بواسطة مفتاح متعدد الاستعمالات,الذي كان له وحده الحق في استعماله وحيازته,حيث لم تكن هناك أي باب لا يستطيع فتحها.و الطابق الخامس عبارة عن صالونات متسلسلة,ومكاتب وغرف نوم,وحمامات حيث تتمشى نساء بأقدام عارية,يرقبن من أبواب غرفهن,في انتظار أن ينادي عليهن الملك بكلمة"ايه"باترة.في بعض الغرف ثمة صور كبيرة معلقة أو مسنودة الى الجدران,تثير الانتباه.يتعلق الأمر برواق لصور الحسن الثاني,ومن صورة الى أخرى تتنوع الأوضاع والديكورات وتختلف,وفي بعضها كان هناك أحد أفراد أسرته الى جانبه,غير أن الملك يظل هو الشخصية المحورية,ان تلك الصور في انتظار عملية توزيعها على الأقرباء هي الكثيرة بحيث بالكاد يمكن ملاحظة أن الحيطان المغطاة بقطع قماش باللونين الأخضر والأصفر,حسب موضة سنوات السبعينات,تتقاطع بعنف مع غطاء الأرضية ذي اللون البني,وأحمر الزرابي الصوفية.أما السقف فتتأرجح منه الثريات الايطالية المزودة بمصابيح محمية من التفحم.

 

 

 

 

 

51399827في كل الغرف تقريبا ثمة تدفئة لفصل الشتاء ومكيف للصيف,أما الأثاث فيقتصر على كرسي وجهاز تلفاز موصول بموزع فيديو داخلي,ففي بعض الليالي يكون الحسن الثاني محاطا بنساء حريمه لمشاهدة مسلسلات أمريكية مثل"ديناستي" أو"دلاس"...الخ,وفي العديد من الغرف ثمة أكداس من الهدايا التي لم يتم فتحها أبدا,ورزم الجرائد والمجلات الاجنبية,من"لوفيغارو"و"لومند"والاكسبريس"و"لوبوان" مرورا بمجلات الغولف وأسبوعيات العمال الأنغلوساكسونية,عشرات العناوين,بالمقابل فان مكاتب وصالونات وغرف الحسن الثاني مزدحمة بسلال المهملات حيث تتكدس ساعات موشاة بالماس وأيقونات الصلاة من العاج وولاعات فضية...والمجموع يمنح الانطباع بجوطية باذخة. غير أن الاكثر مدعاة للدهشة في الطابق الخامس,هو المسبح المكشوف,الذي يتوفر على مساحة محترمة,وماؤه دافىء,غير أن الحسن الثاني لم يكن يستفيد منه أبدا.لقد توقف عن السباحة في مستهل سنوات ثمانينات القرن الماضي بعد موت الرقم الثاني في النظام- رسميا في حادثة سير-ونعني به الجنرال أحمد الدليمي,حيث كان الحسن الثاني يعيش في خوف مقيم من عملية انقلاب جديدة,وبالتالي خوفه من أن يفاجئه أحد وهو في وضعية غير لائقة مرتديا مايوه سباحة ودون اية وسيلة للدفاع في مواجهة انقلابين محتملين.

الرؤية بانورامية من الطابق الخامس,فهي تمتد عبر ملعب الغولف-الذي يسمى بالحديقة بتواضع مصطنع أو لاحساس بالحرج-من ذلك المكان العالي كان الحسن الثاني يراقب كل شيء متزودا بمنظار مكبر,فمن محطة المراقبة تلك كان يراقب عمليات المجيء والذهاب من خلال مختلف مداخل القصر,وفضاء اللعب في ساحة الاستراحة بالمدرسة الملكية,والزيارات التي تتم الى اقامة ولي العهد,والتحركات في مكتب المستشارين,لا شيء كان يفلت عن محيط بصره.

 

 

 

 

كان الحسن الثاني يرتاد قاعة السينما بشكل مكثف,وحينما يفعل تقتفي أثره.وأقربهن اليه تحمل بين يديها ما يشبه حقيبة يوجد بداخلها مسدس الملك.وبمجرد ما يتم اطفاء الأنوار تلتحق الخادمات بقاعة العرض دون احداث ضجيج.

nkjghkjg15كانت تعرض أفلام الرعب والمغامرات,وقد كانت أمه تفضل أفلام الهنود الحمر,كان الحسن الثاني يفضل ألان دولون وكاترين دونوف ولويس دو فينيس,وسين كونري وأفلام التاريخ القديم المصورة خلال سنوات الستينات المدبلجة بالفرنسية,وكذلك افلام الجمهور وعشاق السينما,ذلك لأن الملك كان يفضل كل الأنواع.وفي مواجهة قاعة السينما كان هناك بهو من رخام أبيض يؤدي الى صالة استقبال,تتوسطها نافورة,المكان مخصص للأعياد الكبرى الرسمية,حيث كان الحسن الثاني يلتقي التهنئة من النساء(حيث كن يلقبن قدميه) وجزء من أفراد أسرته.

هناك أيضا قاعة عرض سينمائية,مصبوغة باللونين البني والليموني,تم اعدادها في صالون قديم بالطابق السفلي.حيث يستطيع الحسن الثاني أن يدلف اليها عبر مصعد مخصص له,انطلاقا من غرف نومه بالطابق الخامس.في القاعة المذكورة,ثمة نحو خمسين مقعدا,يوجد في وسطها كرسي الملك,بلون مختلف.وأمامه طاولة وضع فوقها جهاز هاتف ومطفأة سجائر,ومسبحات.

 

 

 

 

 

 

EL001761______لم يكن الحسن الثاني يحب قصر الرباط حيث كان مرغما على قضاء شهور من السنة,كما كان يكره قصر طنجة الموجود في منطقة متمردة,سحق تمرد أهلها ضد الملكية في نهاية سنوات الخمسينات من القرن الماضي,وحينما أصبح ملكا فانه لم يذهب الى قصر عروس الشمال سوى مرة واحدة.كما أن قصر أكادير لم يكن يروق له,مع أن هذا الاخير,يعتبر قطعة معمارية بديعة, بزخارفه الزليجية,ومنمنامته المعقدة,ذلك لأنه على اعتقاد راسخ بأن صحراويي البوليساريو والجزائريين حصلوا على تصميماته حين تشييده. أما قصر دار السلام حيث تم تشييد حديقة يابانية,فقريب جدا من العاصمة,في حين أن قصر الدار البيضاء المزود بقاعة ندوات,وبأنفاقه الجديرة بمحطة ميترو,فانه بلا روح بالرغم من حدائقه الشاسعة المناسبة للاستقبالات.أما قصر فاس فيتوفر هو الآخر على حدائق شاسعة.غير أن ذكرى محمد الخامس ملتصقة جدا بالمكان,بالقدر الذي لا يجعل بال ابنه مرتاحا حينما يقيم به,وهناك اشاعات تفيد أن قصر فاس الملقب بقصر المآسي,تسكنه الأشباح,كما هو الشأن بالنسبة لقصر مكناس. واذا كان يحصل للحسن الثاني أن يقيم عدة أشهر في السنة,بالأخص أثناء فصل الربيع,بقصر فاس فان ذلك كان لسبب عملي,ذلك لأنه انطلاقا من هناك كان بامكانه الالتحاق بأماكن أقل فخامة,لكنها نستهويه حقا,مثل الضيعة التي يملكها عند مدخل المدينة.وهي موجودة بالقرب من عين مياه دافئة كما انها-أي الضيعة-معروفة لدى أهل القصر بثمارها الخلوية اللذيذة,ومتانة خضرواتها وطزاجة حليب أبقارها التي يتم تعهدها في عمق الموسيقى الكلاسيكية.كان الحسن الثاني يحب التجول في هذه الضيعة,ومنح توجيهات تتعلق بالمجال الفلاحي,والاستماع للشروحات التقنية,انه يتوفر على روح فلاح كما كان يقول عن نفسه.

 

 

 

على بعد بضع عشرات من الكلومترات من مدينة فاس,وبالتحديد في مدينة افران,بعمق الأطلس المتوسط,يملك الحسن الثاني قصرا شيد بطريقة معمارية غريبة,لذا فقد لقبه خفية بعض المحيطين بالحسن الثاني ب"قلعة دراكولا".القصر اياه ليس شايعا كما باقي أغلب القصور الاخرى,لذا فان على الخليلات أت ينمن أربعتهن أو خمستهن في نفس الغرفة على مقربة,من القصر,في فيلات,ذلك لأن الحسن الثاني كان حريصا على تسوير حميمياته.

 

 

t_hassan2_peupleيشعر الحسن الثاني في مدينة افران بالأمان,حيث ان قصره ذو اللون الرمادي المشيد على سفح الجبل وبدون أية طريق مهمة على الجوار,تحيطه السرية ومن السهل حمايته.وفي هذا القصر عقد الحسن الثاني لقاءه الشهير مع رئيس الوزراء الاسرائيلي الأسبق شيمون بيريز سنة 1986.كان يحب بالأخص المدينة الصغيرة بسقوفها المنحدرة.كان يحلو له أن يلصق لحيته المستعارة بذقته ويرتدي بنطلونا باليا,ويضع نظارة غامقة,وستند على عكاز ليتنكر في هيئة رجل مسن ثم ينزل الى المدينة ليثرثر مع سكانها. وانطلاقا من افران يلف الحسن الثاني في المنطقة,حيث لا يشاهد في محطة التزلج بمشلفين,اذ كان يفضل عليها مواقع المياه المعدنية والأحواض المائية الغاصة بالسمك.وحينما كان يذهب عند بداية الظهيرة لاصطياد سمك الترويت او التنزه أو للعب الورق(الرامي) مع أصدقائه الحميمين,فان المنطقة المجاورة تكون محرمة على كل من لا ينتسب للقافلة الملكية,أما فيما يتعلق بالخليلات,اللواتي يتم نقلهن بواسطة حافلات مجهزة بشكل جيد(واحدة منها كانت عبارة عن هدية من أمير سعودي وهي مجهزة بمصعد داخلي)فانه لا يكون حتى حلول آخر النهار,حيث يعلن الملك عن العودة.و الحسن الثاني يحب أيضا الاقامة في مراكش,فهذه المدينة تكون رطبة وجافة في فصل الشتاء,وهو طقس كان يناسبه,ويملك في عين المكان اقامتين فخمتين القصر الملكي واقامة"الجنان" في قلب النخيل بمعزل عن الأنظار,وهناك تكدست أكوام الهدايا التي منحن له على مدى الفترة الطويلة التي استمر خلالها حكمه.

 

 

 

 

 

 

1479الطابقان السفليان,حيث قلما ينزل الحسن الثاني,مخصصان للخليلات ول'أم الأمراء" كما تلقب زوجة الحسن الثاني,مادام أن لقب الملكة غير موجود في المغرب.تتوفر السيدة لطيفة على اقامة شاسعة بطابقين.وبجوارهما نحو ثلاثين استديو مجهز بشكل جيد حيث تقيم محظيات الحسن الثاني,والممرضات الفيليبيات الشابات اللواتي منحهن له الرئيس الفيليبي السابق فيرديناند ماركوس,وكذلك مدلكات الحسن الثاني وهن من أصول كورية أو يابانية.كل الاستوديوهات متشابهة غرفة نوم,بهو بأرائك صغيرة,صالة حمام وقاعة استقبال.وثمة صور موضوعة كديكور للحيطان,لا تتعلق بأفراد الأسر الذين تركوهن في الخارج,فهؤلاء لا وجود لهم حينما يكون الأمر متعلقا بالعيش في ظل الملك,بل بصور رسمية لهذا الأخير وهو في هيئة ملكية أو محاطا بأفراد أسرته.وكل النساء(الحريم) مطالبات في حالة مرافقة الملك في أسفاره,بأخذ تلك الصور معهن كما لو تعلق الأمر بأيقونات ثمينة. وفي الأسفل ثمة العديد من الحجرات المقفلة التي تستخدم كمستودعات.مخاون الألبسة القفطان وفساتين الظهور الطويلة الخاصة بالنساء,ومستودعات قمصان وأحذية الملك المصنوعة كلها على المقاس بايطاليا,ومخزن خشب الصندل الذي يعتبر القصر أكبر مستهلكيه,وهناك في الأخير مخزن الأوراق النقدية,النقفل بطريقة غرفة بنك مصفحة,وثمة بداخله غرفة تتوفر على رزم العملة الفرنسية والسويسرية والألمانية والدولار...مرتبة بعناية في أكياس بلاستيكية.والمجموع بعدة ملايين من الدولارات.

 

 

 

 

 

 

Marrakech_palaisكان الحسن الثاني يقضي عادة أعياد نهاية السنة في قصر مراكش,هدا الأخير الذي كان قد تعرض في نهاية سنوات الثمانينات لحريق ارادي تسببت فيه احدى الخليلات,وكاد يأتي على القصر برمته(وبطبيعة الحال لم تتعرض الجرائد المغربية بكلمة للحدث كما كان الشأن بالنسبة لكل الأمور المرتبطة بالقصر وأهله).ولم يكن الحسن الثاني يجد أية غضاضة في أن ينسب نفسه لسلالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم,واتخاذ لقب" أمير المؤمنين" وفي نفس الوقت الاحتفال بأعياد رؤوس السنوات,وبطبيعة الحال لم يكن هناك مجسم للمهد المسيحي في القصر,ولكن نبات"سابان" وخادم متنكر في شكل الأب نويل وجبال من الهدايا التي كان الملك يوزعها على الأطفال,بدون تمييز,وبتلك المناسبة كان لأطفال المدرسة الملكية الحق في تناول البيض بالشوكولاطة.أما بمناسبة اختتام آخر لحظة في آخر يوم من السنة فان الحسن الثاني كان يمنح للمئات من ضيوفه المغاربة أو الأجانب,الذين تتولى مصلحة البروتوكول دعوتهم,ويتم اسكانهم في فندق المامونية ليلة لا تنسى. فالأكل يتم جلبه من فرنسا,والأوركسترا والمشاهد الراقصة من الولايات المتحدة الأمريكية,أو امريكا اللاتينية.غير أن هذا لا يمنع من أن الرجال كانوا في جانب والنساء في جانب آخر,يفصل بينهم حاجز موضوع,والملك وحده الذي يشكل صلة الوصل,يرتدي سموكينغ ومزاج رائق.يشرع في العزف على الساكسوفون,ويجلس الى آلة البيانو كما يقود الأوركسترا العازفة,ويرقص التانغو أو"شا-شا"أو"رومبا"مع ضيوفه انه الرجل الوحيد الذي بامكانه الرقص. وفي اليوم الموالي صباحا لا يتم نسيان,أي واحد من حاضري الحفل الملكي,حيث تذهب النساء ومعهن حقائب مستحضرات الزينة من النوع الثمين,أما الرجال فتكون من نصيبهم معدات الكترونية,أو ساعة أو جهاز تلفاز صغير.

ملف خاص : سياسيون وفاعلون يرسمون صورة أخرى لمحمد السادس

 

المغرب الملكي بعيون صحفية

صورة الملك، كما يحملها الفاعلون السياسيون والثقافيون، ليست صورة شخصية، أو صورة تم التقاطها عن قرب، وإنما هي صورة سياسية تولدت عن المعنى الذي يؤطر المؤسسة الملكية. فهي لا تعني الشكل أو الهندام أو السلوك، بل تعني، بالضرورة، التمثل غير المنسجم للمؤسسة الملكية داخل العقل السياسي المغربي.

 

أفضى النجاح الكبير الذي حققه فيلم «الملكة» (The Queen) للمخرج السينمائي البريطاني ستيفن فريرز إلى مجموعة من الانفعالات المتضاربة لدى البريطانيين حول نقل صورة الملكة إليزابيث الثانية إلى السينما، وهي الشخصية التي تعتبر في بريطانيا أكثر الشخصيات مهابة واحتراما. وتساءل البعض حول مشروعية تأطير الشخصيات الهامة في صورة خيالية، قد يمنحها المسرح أو السينما أو الأدب، خاصة إذا كانت هذه الشخصيات في قلب الانشغال السياسي.

 

وإذا كنا لا نسعى في «الوطن الآن» إلى ترتيب نموذج معين لصورة الملك محمد السادس لدى النخبة الثقافية والسياسية، فإن أقصى ما نسعى إليه هو الاقتراب من هذه الصورة، رغم الفخاخ المنصوبة في الطريق بسبب، أولا، التشويش الذي يخلقه تباين المواقف الإيديولوجية بين الفاعلين في الحقلين الثقافي والسياسي، وثانيا بسبب تاريخ عريض من التوترات التي كان عنوانها الأوضح، في مرحلة الملك الراحل الحسن الثاني، هو الصراع بين الملك والمثقفين الذين كان أغلبهم متشيعا للأحزاب اليسارية.

 

اختيارنا لهذا الموضوع أتى، إذن، من أجل اختبار درجات القرب والتفاهم أو القطيعة والخلاف مع ما يجري على الساحة المغربية من تفاعلات وتطورات ترتبط، في المجمل، بمستوى التقبل الذي يحظى به الملك والملكية لدى النخبة، خاصة وأننا دخلنا في خضم لحظة انتخابية تحاول أطرافها المتنازعة الانتماء إلى توافقاتها الكبرى، علما أن هناك أطرافا أخرى (العدل والإحسان وبعض مكونات اليسار الجذري) مازالت ترتاح خارج هذه التوافقات وتموضع نفسها خارج اللعبة كما تؤطرها الدولة أو النظام.

 

وقد طرح علينا هذا الموضوع مجموعة من الملاحظات نجملها في التالي:

 

52022510أولا: لزوم التمييز بين أنواع الرؤى التي تحملها النخبة عن الملك. فهي خليط غير منسجم من التمثلات، يتقاطع فيها الإيجابي بالسلبي.

 

ثانيا: الصورة التي يحملها معظم هؤلاء لا ترتبط بشخص الملك، بل بما يمثله من ثقل سياسي ومؤسستي. وهي تتعامل معه كفاعل سياسي رئيسي مسؤول عن السياسيات المنتهجة. وهؤلاء يتجنبون الحديث عن «الذات والصفات» ويكتفون بتحليل القرارات الملكية، ومقارنة الخطاب بالممارسة.

 

ثالثا: البعض يكتفي بنقل «المعنى» حسب ما تمنحه التمثلات الشعبية. فالملك لدى هؤلاء، ملك الفقراء والمعاقين، الملك الراغب في إنقاذ البلاد، الملك المتواضع والمتسامح، الملك الذي يتنقل ليطمئن على رعيته، الملك الذي لا تستميله حياة القصور..إلخ.

 

473imageرابعا: هناك مثقفون وسياسيون يرتبون صورة الملك محمد السادس في أذهانهم من خلال القيام بأنواع من المقارنات بينه وبين أبيه. فالملك الحالي يسعى إلى طي صفحة الماضي، والملك الحالي يحاول أن ينتمي إلى زمنه بسعيه إلى تكريس سياسة نقد المجال السياسي، حتى وإن كان هذا النقد موجها إليه، وإلى إنهاء زمن الحريم، وإلى إنصاف المكونات الثقافية المهمشة وإعادة كتابة التاريخ المغربي بما يليق بها.. والملك الحالي يقبل بالتفاوض مع الفاعلين السياسيين الآخرين، والملك الحالي «حظ المغاربة» الذي ينبغي ألا يغتنموه..

 

خامسا: بعض المقارنات التي ينجزها هؤلاء هي مقارنة لدحض مرحلة الحسن الثاني، بل هي مقارنة للقفز على مرحلة الحسن الثاني بكل ما يمثله، خاصة وأن أصحابها، من المثقفين والسياسيين، يتحدثون عن القرابة الفكرية التي تجمع بين محمد السادس وبين محمد الخامس، أو بين محمد السادس والحسن الأول.

 

سادسا: هناك من يعتبر أن ترتيب الصورة حول شخص مقدس دستوريا مثل الملك لا يمكن إبعاده عن إرادة التقرب لنيل الرضى الملكي. وأي محاولة خارج هذا المعطى محفوفة بالمخاطر. ولذلك، فإن العمق الفكري والسياسي لا يتجه صوب رسم الصورة، بل تحليلها بإنجازاتها وأخطائها، وإلا سنكون أمام نوع من النفاق السياسي.

 

سابعا: هناك من الفاعلين من يلوذ بـ»علم الكلام» ويرتب الصورة حسب ما انتهى إليه المعتزلة أو الأشاعرة أو الخوارج، أي أنهم يرتبون الصورة من خلال النماذج التي توصل إليها علم الكلام.. شرف النسب والعلم والأهلية والعدل..إلخ.

 

420009277_smallثامنا: هناك من يتحدث عن الملك المواطن الذي يمكنه إذا أحس بالظلم أو اعتدي عليه أن يتوجه إلى القضاء، أي الملك الذي يتساوى مع المواطنين في الحقوق والواجبات. غير أن هذه الصورة سرعان ما تنزاح عن المعنى الصحيح المواطنة حين يتحدث هؤلاء عن داة منتجة (وليست فقط فاعلة) للمواطنة في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

 

تاسعا: البعض، رغم وعيه، بمقالب الرؤية ولعبة الضوء والظلال، فإنه يرفض أن يتحدث عن الملك من الداخل. ويفضل الحديث عن الملك المؤسسة والخطاب، أي رئيس الدولة الذي يسعى، في الخطاب، إلى تحقيق الانتقال الديمقراطي، وحل أزمة الصحراء، وتثبيت دستور مغربي متوافق عليه، وتحسين الحياة السياسية. بينما في الطرف المقابل من الملعب- يقول هؤلاء، يقوم بخلق مجموعة من المؤسسات الموازية لعمل الحكومة..إلخ.

 

عاشرا: بعض الفاعلين لا يميزون، أثناء استعراضهم للحظة الفاصلة بين انتقال الحكم والآن، بين المرحلتين السابقة والحالية، فالملك الحالي- يقول هؤلاء- ما زال يشتغل داخل نفس النسق المخزني، رغم بعض العمليات التجميلية التي تحاول أن تحدث الفارق بين المرحلتين. ويرجعون الأمر إلى طبيعة المخزن والثقل التاريخي الذي يلفه.

 

417071214إحدى عشر: هناك من يبحث في صورة الملك محمد السادس عن الملك النموذج، أي الملك كما ينبغي أن يكون (الملك المثالي).. ومعظم هؤلاء يؤمنون بالملكية البرلمانية، ويرفعون الملك إلى مستوى الرمز بدل التعامل معه كفاعل سياسي يتمتع بحكم مطلق.. وهؤلاء يلوذون بالنموذج الملكي البريطاني أو الإسباني.

 

إثنا عشر: بعض الفاعلين، على النقيض من سابقيهم، يعتبرون أن الملك المغربي لا ينبغي أن يتنازل عن أصله السياسي لصالح النموذج الرمزي، فالملكية تاريخا، في البلاد العربية والمسلمة، كانت دائما الممثلة لإرادة الأمة، وهي التي تقف أمام مظالم المحسوبة والزبونية والفساد الأخلاقي والسياسي والمالي.

 

من الواضح، إذن، أن صورة الملك، كما يحملها الفاعلون السياسيون والثقافيون، ليست صورة شخصية، أو صورة تم التقاطها عن قرب، وإنما هي صورة سياسية تولدت عن المعنى الذي يؤطر المؤسسة الملكية. فهي لا تعني الشكل أو الهندام أو السلوك، بل تعني، بالضرورة، التمثل غير المنسجم للمؤسسة الملكية داخل العقل السياسي المغربي. فمحمد السادس ليس فقط هو محمد السادس، بل هو الأسلاف كلهم، هو الحسن الثاني ومحمد الخامس والمولى إسماعيل..إلخ. وهذا معناه أن الصورة التي يحملها هؤلاء هي مجموعة من الترسبات التي شكلت طبقات غير منسجمة.

 

ومن الواضح أيضا، بناء على صعوبة الاقتراب المكاني، أن هناك تشوشا في الرؤية،. فصورة الملك التي يقدمها الإعلام المرئي والمسموع، ليست هي الصورة التي يقدمها الإعلام المكتوب، خاصة الصحافة المستقلة

محمد زيان، الأمين العام للحزب الليبرالي المغربي : الله أعطى للمغاربة الرجل المناسب في الزمان المناسب

20061129_p_SMالملك شخص مقتدر متعه الله بتواضع خاص، كما أنه يعد من القادة الذين يتوفرون على تواضع كبير. وأشعر أنه يحب شعبه، وفخور بمغربيته، ويحاول بذكاء التعامل مع الواقع الدولي والجهوي. وعندما أقارن محمد السادس مع الحسن الثاني أقتنع أن الله عز وجل يحب المغاربة، أعطاهم الحسن الثاني في الوقت المناسب (أي في السبعينات والثمانينات)، وأعطاهم محمد السادس في الوقت المناسب (أي في بداية القرن 21). بمعنى أصح الملك محمد السادس في السبعينات كان سيكون بدون تأثير، والحسن الثاني في بداية القرن 21 كاد أن يكون ملكا متجاوزا. لكن لرحمة من الله فإنه وضع كل واحد في زمانه ويتلاءم مع ما يتطلبه القرن. فأواخر القرن العشرين كانت تتطلب رجلا مثل الحسن الثاني، وفي بداية القرن الواحد والعشرين تتطلب ملكا كمحمد السادس. وأشكر الله أنه أعطى للمغاربة في كل زمن رجلا خاصا به. وبخصوص الصورة التي ينبغي أن تكون للملك لدى المجتمع، أظن أن هذا الأخير يجب أن يطمئن لملكه ويحس بأنه قادر ومقتدر وضامن لحقوقه وأنه يقوم بواجبه بنوع من التضحية الكبيرة، كما يجب أن يفتخر المجتمع بقدرات ملكه وذكائه ومواقفه

سماعيل العلوي الأمين العام لحزب التقدم والإشتراكية : الملك برهن منذ بداية عهده على إحساسه بالمسؤولية

hhhإن النخبة السياسية والثقافية تتمثل صورة الملك محمد السادس كما يتمثلها باقي المواطنين والمواطنات، أي صورة ملك طموح بالنسبة لبلاده وشعبه، نشيط ومتبصر. والصورة التي يجب أن تكون لأي مجتمع عندما يهم الأمر قادته، رهينة بمدى مواقف ونشاط هؤلاء القادة. وبالنسبة لنا في المغرب، لا يمكن إلا أن نحمد الله على الصورة التي للشعب بالنسبة لملكه. لأن هذا الملك برهن منذ بداية عهده على إحساسه البالغ بالمسؤولية التي على عاتقه وكرس كل جهوده للاستجابة لطموحات شعبه في المزيد من دمقرطة الحياة المزيد من الاندراج في الحداثة، مع عطف متميز إزاء القضايا الاجتماعية التي ما زال المواطنون يعانون منها.

أما بخصوص المقارنة بين الملك محمد السادس وعهد والده الملك المرحوم الحسن الثاني، فإن الحسن الثاني رحمة الله عليه قال في أحد استجواباته ردا على سؤال أحد الصحافيين يهم تصوره لولي عهده آنداك: «أنا أنا وهو هو». أظن أن هذا الرد ببلاغته يعفينا من المقارنة السطحية

أحمد عصيد (ناشط أمازيغي) : محمد السادس أكثر تسامحا من الحسن الثاني  .

normal_CONFERENCEصورة الملك محمد السادس تبدو لي صورة ملك يبذل جهودا لتجديد شرعيته وشرعية العرش المغربي من خلال القيام ببعض المبادرات السياسية الإيجابية في مجالات الحقوق خاصة، وبعض المبادرات الاجتماعية والتنموية. وتتجلى المبادرات السياسية في مجال الحقوق في ما فعله بالنسبة لمدونة الآسرة وما فعله بالنسبة للأمازيغية بتأسيس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وما فعله في موضوع الإنصاف والمصالحة وتسوية ملفات ماضي الانتهاكات الجسيمة. أما بالنسبة للمبادرات الاجتماعية فهي تلك التحركات التي تبدو للملك من خلال وسائل الإعلام على أنها تحركات ترمي إلى إبراز الملك كشخص يعطي أولوية للمشاكل الاجتماعية، كالبطالة والفقر. لكن مع كل هذا يبدو أن هذه الصورة تشوشها التراجعات التي تحدث في مجالات أخرى والتردد في اختيار الدمقرطة والتحديث كخيار استراتيجي. هذا التردد يعود أساسا لضغوط القوى المخزنية التقليدية التي ليس في صالحها أي تغيير. ويبدو أن مؤسسة المخزن بشكل عام لا يظهر أنها تريد الحسم في المرحلة الحالية رغم أننا نسميها مرحلة انتقالية، ولا تبدو أنها تنوي الحسم في اختيار الديمقراطية والحداثة كخيار أدبي لا رجعة فيه، حيث يبدوا المخزن في صورة من يريد تأكيد شرعيته وتثبيت سلطته المطلقة عبر الإمساك بالتوازنات الكبرى وعبر نوع من التجديد النسبي المحسوب في آليات السلطة وفي إطار الحفاظ في نفس الوقت على تقليدانية السلطة خوفا، بطبيعة الحال، من المد الأصولي الذي يبدو أنه قوي التأثير في المجتمع. هذه الصورة المتناقضة التي يظهر فيها الملك هي صورة راجعة لحسابات السلطة في المرحلة الحالية، وهي حسابات تتمثل في جملة واحدة: الرغبة في الظهور بمظهر النظام الذي يقوم بتحديث نفسه ودمقرطة مؤسساته، ولكن في نفس الوقت النظام الذي يريد التأكيد على تقليدانيته وعلى جذوره التقليدية. وهذا يتجلى بالملموس في قضية مجلة »نيشان«، إذ يتجسد لنا بالملموس صورة المخزن في المرحلة الحالية، حيث نجد أن هناك بيان للحكومة شديد اللهجة وغاية في السلفية وغاية في التخلف يمنع »نيشان«، ثم بعد ذلك يصدر حكما متسامحا نوعا ما. من خلال هذا نجد أن السلطة تريد أن ترضي السلفيين والمتشددين و الظلامين، وفي نفس الوقت تريد أن تكسب ود الصف الديمقراطي، وتريد أن تعتبر نفسها سلطة للجميع. إذن إن الملك يريد أن يكون ملكا للجميع ويلعب على عدة حبال، مما يظهر في بعض الأحيان أن هناك تقدما طفيفا، وفي بعض الأحيان يظهر لنا كما لو كان هناك جمودا أو تراجعا للوراء.

هناك فرق كبير بين محمد السادس والحسن الثاني، على الأقل في مرحلة محمد السادس زالت تلك الغمة التي كانت تخيم على الحياة السياسية والتي هي غمة مصدرها الخوف من الملك ومن سلطته المطلقة. وفي هذا الجانب يبدو أن شخصية محمد السادس أكثر إيجابية في هذا الجانب، إذ لا نجد خوفا من الملك بل نجد احتراما لشخصه الملك، كما نجد نقدا له. وهو ما كان منعدما في المرحلة السابقة، فأي نقد للملك أو إشارة إليه كان يعتبر مسا بالمقدسات، وكان يعاقب عليه بطريقة شديدة. الآن تبدو شخصية محمد السادس أكثر تسامحا في هذا الجانب، وهذه مسألة إيجابية.. وتبدو شخصيته في غاية اللطف مقارنة مع صورة الملك الحسن الثاني الذي كانت تتجلى فيها القوة والشدة في ممارسته للسلطة. و شخصيا أعتبر أن المغرب حاليا بحاجة إلى ملكية برلمانية وإلى ملكية حديثة تقطع قطعا نهائيا مع الثنائية الموجودة في الوثيقة الدستورية، ثنائية الملك العصري وأمير المؤمنين. هذه الازدواجية المتناقضة تمثل حجر عثرة في طريق التحديث والدمقرطة. وأعتقد أن أفضل ما يمكن أن تكون فيه الملكية مستقبلا بالنسبة لمغرب حديث وعصري هو ملكية برلمانية تعطي حقها للمؤسسات الدستورية وتمارس حقها في السلطة بمقدار معقول. وهذا الاقتسام للسلطة يجب أن يكون مبنيا على التعاقد الاجتماعي بين جميع القوى في إطار تصور وطني يرعى مصالح الجميع في المستقبل

 

حريق قصر مراكش الذي كاد يودي بحياة الحسن الثاني

 

غرفة مكدسة بملايين الدولارات

 

كيف كان الحسن الثاني يتنكر في هيئة عجوز ليثرثر مع الناس؟

 

لماذا كان الحسن الثاني يكره قصري الرباط وطنجة؟؟

 

كيف كان الحسن الثاني يشاهد أفلام الرعب والمغامرات وبجانبه مسدسه؟؟

 

الحسن الثاني يراقب كل شيء من الطابق الخامس

 

ممرات وسراديب سرية الى غرف اقامة الحسن الثاني

اكبر و اطرف غضبات الملك الراحل الحسن الثاني

 

 

تسع سنين مضت على وفاة الملك الحسن الثاني,الناس كذكر ملك صعيب وقبيح,غضباتو التاريخية اللي كان كيخلع بها الشعب والخاصة اللي كان كيقشب بها على معاونيه ورعاياه المقربين,وظفها كأسلوب في الحكم. موقع المغرب الملكي نقلا عن أسبوعية"نيشان" يرصد أكبر(وأطرف) غضبات الحسن الثاني,ويحلل آثارها على تاريخ المغرب الحديث

.

 

 

 

Photo_219_حين سئل عبد الهادي بوطالب,مستشار الحسن الثاني ووزيره لعدة مرات وأستاذه في المعهد المولوي,عما اذا كان من طباع الملك حين كان طالبا بالمعهد المولوي أنه"غضوب",رد موضحا"من تحدثوا عنه بأنه شديد الغضب,فانهم لا يفرقون بين قوة شكيمته وبين اعتزازه بنفسه وحرصه على أن يعطي عن نفسه مثال الرجل الكامل",وحين سئل عن طباعه أواخر أيامه,أجاب قائلا"كان سريع الغضب في آخر أيامه, اتأثره بالمض الذي ألم به",أما حين طلب منه أن يرسم صورة تقريبية عن الملك الراحل بعد 38 سنة قضاها على العرش,تحدث مفسرا"الملك الحسن الثاني كان رجل الوسط,كان لينا حين يريد وحازما قويا حين يقرر.لا يتساهل في أن يلاحظ على أحد من مواطنيه الذين يعفون باسم(رعايا جلالة الملك) اخلاله بواجبات التوقير والاحترام لشخصه,لم يكن يقبل ذلك ولا يلتمس لأي أحد العذر في ذلك.هو رجل حازم لكنه كلما اتخذ قرارا حازما في حق أحد الا ويبدأ في التفكير في المرحلة اللاحقة,أي كيف يخفف من وقع هذا القرار وكيف يطوي صفحته بقرار آخر لصالح المعني بالأمر(...) انه كلما ضرب بلطمة على خد أحد الا ومسح اثر ذلك,بكفه في رفق الخد الذي ضربه".بين هذه المراحل المميز ة لتطور مزاج الحسن الثاني في تعامله مع الأحداث السياسية الكبرى هناك خط فاصل,يتعلق الامر بالمحاولتين الانقلابيتين مطلع السبعينات,في هذا السياق تنقل فاطمة أوفقير,أرملة محمد أوفقير,عن زوجة الحسن الثاني قولها"الملك اللي عرفتي ف 1972 ما بقاش,الملك تبدل" ابتداء من سنة 1972 سيرى المغاربة غضب ملكهم عليهم مباشرة في التلفزيون,ولن تبقى هناك حاجة لتكرار قصص غضباته"الأسطورية" على معاونيه وأفراد حاشيته.

 

 

الغضبات الخاصة

 

Photo_220_لا يفصل هذا التقسيم بشكل أطوماتيكي بين الغضبات"العمومية"والتاريخية للحسن الثاني على فئات واسعة من الشعب,وبين بعض أفراد حاشيته وأقرب معاونيه,والتي ظلت تتسؤب أخبارها من حين لآخر حتى بعد تنصيب حكونة التناوب التوافقي.والتاريخ سجل في الفترة التي سبقت الانقلابين غضبات كبرى ذات طابع دموي خلال أحداث الريف لسنة 1959 وأحداث 23 مارس 1965 بالدار البيضاء,على سبيل المثال,والحسن الثاني نفسه قال في هذا الصدد في خطاب"الأوباش" الشهير سنة 1984"الناس ديال الشماا راهم عارفين ولي وحسن ما يعرفوش الحسن الثاني فهاد الباب".غير أن الرجل لم يكن يخرج للتلفزيون ليعبر عن غضبه أمام الملأ خلال هذه الفترة.و هذه الغضبات الخاصة,التي تحفل بها مسيرة الحسن الثاني في الحكم,تتميز بثلاث خصائص أساسية,يمكن استنتاجها من خلال بعض الشهادات المكتوبة والشفوية الناذرة جدا للرجال الذين اشتغلوا مع الحسن الثاني الذي يبدو أن شبحه يزال يخيم على نفوسهم,لا يقولوا في الرجل ما قد يعتبر"سيئا" في حقه,"كلشي الناس اللي خدمو مع الحسن الثاني ما يقدروش يكولوها فيه خايبة,حيث كانو كيبغيوه وكيخافو منو",يوضح أحد قدماء الصحافيين في هذا الصدد.الخاصية الأولى التي ميزت هذه الغضبات مرتبطة بهذا التكتم الشديد حول ما يدور بين الحسن الثاني وأفراد حاشيته,وتتمثل في الطابع"الأسطوري" الذي تتخذه بعض القصص القليلة التي تتسرب الى الرأي العام عن غضبات الملك على رجاله,فيصبح من الصعب تمييز الحقيقة من الأسطورة في هذه القصص والأمثلة على ذلك كثيرة...هناك مثلا قصة غضبة الحسن الثاني على مدير أمنه الخاص وعلى وزيره في الداخلية حينما سرقت منه بلغته بعد أدائه الصلاة في مسجد الحسن الثاني سنة 1992,حيث نزع عنهما بلغتيهما وأمرهما بان يرجعا حافين الى مكان اقامتهما فيما قاد هو سيارته حافي القدمين نحو قصره,وكاينة قصة أخرى بحالها كتكول بلي الملك غضب على ادريس البصري ملي زلكات ليه واحد الجملة كال فيها"هادو نعم أسيدي ولاة وعمال يقدرو ينفعونا",وهو يشرك الملك الورقة اللي فيها السميات ديال الولاة والعمال وضار فيه"وليت بحالي بحالك,كول ينفعو سيدك ماشي ينفعونا",الخاصية الثانية مرتبطة بالطابع الطريف الذي تتخذه عقوبة الحسن الثاني حينما يغضب على مقربيه,والذي يحمل بصمة"العبقرية الحسنية".(قصة مول الشفنج مثلا,وغيرها كثير).أما الخاصية الثالثة فتتمثل في الصفح بعد الغضب,وهو ما جربه كثيرا رضا أكديرة وعبد الهادي بوطالب,اذأبعدا عن القصر وقربا منه على مراحل متعددة...يقول الفقيه محمد بينبين,مؤنس الحسن الثاني ورفيقه لسنين عديدة,في هذا السياق"اذا كان الملك غاضبا,ويا لله من غضبته,نعوذ بالله,يجب الابتعاد عنه,لا يتكلم الا بالاشارة",قبل أن يستدرك موضحا"لكن غضباته لا ستمر طويلا,يوما أو يومين,ثم سرعان ما يدعونا لمجالسته".

 

 

الغضبات الكبرى

 

Photo_238_ما عدا هذه الغضبات"الخاصة" يتذكر المغاربة لحظات صعبة خرج فيها عليهم الحسن الثاني غاضبا مهددا متوعدا,ففي خطاب الأوباش الشهير لسنة 1984 لم يتردد الملك الراحل في وصف"رعاياه"الذين تمردوا في الريف ومراكش خلال أحداث 1984 ب"الاوباش اللي عايشين بالتهريب والسرقة",مهددا الأساتذة المتهمين حينها بالتورط في اشعال فتيل بعض المظاهرات,وبالقول"وتنكول للأساتذة راهم معروفين",هذه الغضبة التاريخية وصلت بالحسن الثاني الى حد القول"ما حدي غادي فالمشروعية هادوك اللي كالو يهبط نخلي دار باباهم",سنتان بعد ذلك سيخرج الحسن الثاني على المغاربة في غضبة لا تقل ضراوة,بمناسبة ما تلا زيارة الوزير الأول الاسرائيلي شمعون بيريز الى المغرب والخطاب الذي ألقاه زعيم البوليزاريو محمد عبد العزيز المراكشي في فلسطين على خلفية هذه الزيارة,الحسن الثاني قال للمغاربة حينها مهددا"أقول ولا أريد التهديد,لكن أنا ضمير المغاربة,اذا قام فلسطيني وبقي مغربي جالس,فانه انتقاما لروح شهدائنا الذين مثلوا بالصهاينة,غادي نلطخ باب دارو كيفما كانو الناس كيديرو بداك الشي اللي ما كيتسماش". وفضلا عن الطابع الجماهيري الذي اتخذته غضبات الحسن الثاني الكبرى بعد الانقلابين الفاشلين,تميزت هذه الفترة ببروز الوجه"العنيف" للحسن الثاني في مواجهة المتورطين في الانقلابات خصوصا ثم في مواجهة كل معارضيه عموما.وهكذا حجزت ممتلكات عائلة أوفقير وسجن أفرادها في معتقلات رهيبة طيلة 20 سنة,وأنشىء معتقل تازمامارت لتهريب من قد يفكر في محاولة الانقلاب مجددا على الحسن الثاني,كما فتحت صفحة سوداء من تاريخ البالد صارت تسمى في ما بعد ب"سنوات الجمر والرصاص"...غير أن كل المقربين من الملك الراحل,الذين تحدثوا ل"نيشان" بخصوص هذا الموضوع,أكدوا أن الرجل لم يكن أبدا يتخذ أي قرار من القرارات المصيرية الكبرى في لحظة غضب,وكان دائما يوصي ابنه بالتريث في لحظة الغضب وعدم اتخاذ أي قرار خلالها.في السياق نفسه كان الحسن الثاني حريصا على الظهور بمظهر الآمن المطمئن مهما بلغ غضبه"لم يكن الحدث يقرأ على وجهه نهائيا",يؤكد أحد معاونيه السابقين,فيما يحكي عبد الهادي بوطالب ما فعله أسبوعا عقب انقلاب الطائرة الفاشل"دعينا الى بيت الامير مولاي علي الذي ازدادت له بنته لالة جمانة,وحضر الملك الحفل فنادى علي وعلى ادريس السلاوي وأحمد العراققي وقال لي"الأمور كلها انتهت وما وقع في الصخيرات هو مجرد حادث سير لا قيمة له,لذا ينبغي أن تستدعي اعضاء مجلس النواب لتزيل عنهم الصدمة ويستأنف المجلس عمله".فالرجل,يضيف بوطالب"كان حريصا على تبديد هواجس الاحداث واشعار حاشيته وخاصته من حوله بأنه وضعها بين قوسين.والمهم أنه عاد الى قصر الصخيرات آمنا مطمئنا".كيفما كانت شدة غضبات الرجل وطبيعتها,لا شك أنها كانت جزءا من مميزات أخرى عديدة ساهمت في تشكيل صورة الملك"المهيب"الذي كانت ترتعد فرائص البعض في حضرته.

 

 

حتى حد ماكيوري للملك آش يدير

 

Photo_221_ما عرفش الممثل حمادي عمور باش تبلى حتى لقا راسو مدوز العيد الكبير سنة1987 فالحبس,من بعد غادي يبان بأنه كان ضحية غضبة من غضبات الحسن الثاني على وزيره في الاعلام آنذاك عبد الهادي بوطالب,الأخير اقترح خلال مجلس وزاري أن ينوب الحسن الثاني عن شعبه في أداء سنة دبح أضحية العيد,ما دام أن استيراد اغنام سيلحق ضررا بخزينة المغرب من العملة الصعبة.بعد انتهاء أشغال المجلس الحكومي توجه بوطالب,رفقة الوزير الأول أحمد عصمان الى القصر ليخبراه بهذا الاقتراح"وكان وصل الى علم الملك" يقول بوطالب,"انني وراء اتخاذ هذا الموقف,فتوجه الي متشنجا وقال"أنا بصفتي أمير المؤمنين أحافظ على اقامة المغرب لجميع السنن والواجبات التي يفرضها الله على المسلمين.وانا لا أقبل ما اقترحته وأفنيت به في المجلس الحكومي".الملك غاضب ولسوء الحظ أن غضبته هاته تصادفت مع بث التلفزيون لمسرحية هزيلة يمثل فيها حمادي عمور دور زوج متزوج من أربع نساء ويحاول أن يقسم بينهن كبشا واحدا,ثارث ثائرة الحسن الثاني واتصل بعبد الهادي بوطالب هاتفيا وقال له"مع أنني قلت لك أنني لا أتفق معك بشأن فتواك عن الأضحية,ها أنت تعرض هذه التمثيلية في التلفزيون".فرد بوطالب"انني لم ار التلفزيون ولا أعلم في هذه الساعة ما يجري فيه".ثم أردف الحسن الثاني"لا أقبل منك هذا.أعرف أنك لا تترك شاذة ولا فاذة في وزارة الاعلام الا وراقبتها بنفسك.وهذه التمثيلية خطاب موجه الي".فقال له بوطالب"حاشى لله يا جلالة الملك أن تكون موجهة اليكم.وصدقوني أنني لم أطلع على المسرحية".وما هي الا لحظات حتى انقطع التيار الكهربائي وتوقف البث التلفزيوني نهائيا...أما حمادي عمور فلم يطلق سراحه الا بعد ثلاثة أيام على عيد الأضحى,وان كان الحسن الثاني قد استقبله في ما بعد وأكرمه بقدر من المال.

 

 

لا يجب الخروج عن المألوف

 

Photo_222_سبق للسفير والأكاديمي عبد الهادي التازي أن القى دروسا حسنية رمضانية عديدة في حضرة الملك الراحل الحسن الثاني,الا أن الدرس الذي ألقاه بين يديه بعنوان"عظمة الميثاق في الاسلام" له مكانة في ذاكرة الرجل,ليس فقط لأن الحسن الثاني أعجب كثيرا بموضوع هذا الدرس,كما يتذكر عبد الهادي التازي,ولكن لأن مبعوثا من طرف الملك الراحل سيطرق باب التازي حوالي منتصف الليل ليخبره بانزعاج الملك من"تجرئه"على ذكر والدته الاميرة عبلة بالاسم حينما رفع يدية بالدعاء لها في ختام الدرس"جرت العادة أن يقتصر المحاضر على ذكر محمد الخامس أثناء رفع هذا الدعاء دون ذكر أسماء الأميرات,وأنا ذكرت الأميرة عبلة عن حسن نية تقديرا لها على صمودها أثناء محنة المنفى ووقوفها الى جانب زوجها محمد الخامس",يشرح التازي,موضحا أن المبعوث الذي أرسله اليه الحسن الثاني أخبره أن الملك لا يحبذ الخروج عن المألوف والتقاليد المرعية,ونقل عنه قوله"ربما يجي شي حد من بعدك ويزيد يخرج على التقاليد".فهم التازي القصد وأدرك أن لا جدوى من التذكير بأن عائشة أم المؤمنين وخديجة زوجة الرسول(ص) الأولى تذكرن بالاسم دون أي حرج...قد طلب الملك بالفعل,يضيف التازي,خلال الدرس الموالي من المحاضرين"الوقوف عند حدود المألوف".

 

 

"الكاريكاتور حرام فالدين"

 

nkjghkjg31كانت جريدة"لوبينيون" تصدر أواخر ثمانينات القرن الماضي ملحقا ساخرا بعنوان"ساندويتش"يضم رسوما كاريكاتورية تعبر عن مواقف الجريدة من الأحداث الجارية,أحد تلك الرسوم جر على الجريدة غضب الحسن الثاني,ويتعلق الأمر بسرم يتناول السفير الامريكي آنذاك بالرباط.اثر ذلك اتصل وزير الداخلية الراحل خالد الجامعي ونقل اليه رسالة الحسن الثاني قائلا"جمع راسك آولد الجامعي راه سيدنا ساس عليك جلايلو".الجامعي أدرك من خلال هذه العبارة درجة غضب الحين الثاني"كل جملة فدار المخزن عندها معنى وهادي معناها أن الملك غضبان ولكن ما شي شي غضبة قاصحة بزاف",يوضح خالد الجامعي.وزير الداخلية القوي نقل الى الجامعي في نفس السياق"فتوى"عجيبة للحسن الثاني مفادها أن"هاد الشي ديال الكاريكاتور بعدا راه حرام فالدين,أنتوما كتشوهو مخلوقات الله".ومن داك النهار,يوضح الصحافي المشاغب,ما بقاش الكاريكاتور كيبين الوجوه.الطريف في هذه الغضبة أن البصري قال للجامعي"كول للفيلالي,صاحب الرسم الكاريكاتوري,يهرب وما يجيش لدارهم اليوم راني موقف ليه الديستي عند الباب ويلا جا غادي يشدوه".لم يجد الرجل بدا من الهرب الى مدينة الصويرة التي بقي فبها ثالثة أشهر حتى انطفأ غضب الحسن الثاني,فيما توقف ملحق"ساندويتش"نهائيا عن الصدور.

 

 

هاكدا يكونو ولاد المخزن

 

50397458ليست كل غضبات الحسن الثاني قاسية قد تنتهي باراقة دم أو قطع رزق,بل فيها ما هو طريف غاية في الدهاء.من بين تلك الغضبات الطريفة ما حدث يوما مع أحد عمال الحسن الثاني في سنوات السبعينات,يرويها أحد قدماء الصحافيين المغاربة,دون أن تسعفه الذاكرة في تذكر سبب هذه الغضبة,المهم أن الحسن الثاني أرسل اثنين من مساعديه الأقربين الى العامل وأمرهما أن يحلا ببيته ويخبرانه أن الملك يأمره بان يحسن ضيافتهما,وبعد أن ينتهيا من تناول الغذاء ببيته,يأمرانه بان يعكيهما مفاتيح المكتب ثم ينقلان اليه رسالة الحسن الثاني وكانت عبارة عن عدد الشتائم ثم يقفلان راجعين,بعد خروجهما من بيت الرجل اتصل الحسن الثاني بمساعديه هذين ليرى ما اذا انتهيا من مهامهما,فأخبراه أن المهمة انتهت وأنهما أبلغا العامل الشتائم التي أمرهما بايصالها اليه.ثم سألهما الحسن الثاني"أشنو كان كيكول ملي كنتو كتسبوه؟"فرد أحد مساعديه"حنا كنا كنسبوه نعم آسيدي وهو كان كيكول الله يبارك فعمر سيدي"عندما رضي الحسن الثاني وأمر مساعديه قائلا"هاكدا يكونو ولاد المخزن,دابا رجعو عندو ورجعو ليه السوارت ديال المكتب".

 

 

الصغار كيحشمو من الكبار

 

20070427_P_MAR_MAROC_HASSANمباشرة بعد عودتهم من الزايير(الكونكو الديمقراطية حاليا),بعد مباراة منتخب هذا البلد سنة 1985,وجد أفراد المنتخب الوطني لكرة القدم في مطار الرباط سلا مبعوثا من طرف الحسن الثاني يأمرهم بالقدوم اليه فورا في قصره بالصخيرات,بعد استقبال أعضاء المنتخب الذي سيتألق السنة الموالية في كأس العالم بالمكسيك,توجه الحسن الثاني الى عبد اللطيف السملاوي وزير الشباب والرياضة آنذاك,وفي يده من جريدة"لوبينيون",قائلا"هاد السميات اللي مسطر عليهم بقلم الرصاص ما يبقاوش يلعبو الكرة".ياك لا باس؟؟وآش من لعابة هادو؟يتعلق الامر بحوالي 15 لاعبا من المنتخب الوطني للشبان آنذاك غضب عليهم الرياضي الأول لأنهم"تجرؤوا"على انتقاد أداء لاعبي المنتخب الأول في مقابلة صحافية مع جريدة"لوبينيون" أجريت معهم اثر تألقهم في احدى المباريات مقابل اكتفاء المنتخب الاول بالتعادل في مباراة الذهاب مع منتخب الزايير,الحسن الثاني برر غضبه هذا بالقول"عندنا فالمغرب الولد كيبوس يد باه والصغير كيحترم الكبير".شرارة هذه الغضبة كادت تطول عبد اللطيف السملالي,الذي"تجرأ" بدوره في ما يشبه محاولة مناقشة قرار ملك البلاد,حين قال ان الصحافة"كتزيد فيه شوية" ليرد عليه الحسن الثاني غاضبا"واش نت وزير الاعلام؟علاش تقاطعني؟أنا كنهضر على اللعابة ماشي على الصحافيين",بل انه سأل مدرب المنتخب الأول فاريا"ياك ما عندو شي مشاكل مع عبد اللطيف السملالي".يعلم الله كيفاش ولى الوزير الراحل ديك الساعة؟؟"طلع ليه السكر مسكين",يتذمر صحافي رياضي حضر هذه الواقعة,لحسن الحظ أن لاعبي من المنتخب الأول تدخلوا في ما بعد عند الرياضي الأول وتوسلوه أن"يعفو" عن زملائهم في فريق الشبان.

 

 

كي جاك السفنج؟؟

 

image273جرت العادة حينما يقيم الملك لمدة طويلة خارج العاصمة أن يصحب معه مستشاريه ومساعديه,كما حدث مرة في افران التي أقام بها لمدة طويلة رفقة مستشاريه.أحد هؤلاء المستشارين سأله الحسن الثاني عن ظروف اقامته بافران وما اذا كان يشكو من شيء ما,فأجاب المستشار أنه مرتاح في مقر اقامته ولا ينقصه سوى الشفنج الذي اعتاد أكله كل صباح مع وجبة الفطور,هادا وكان؟؟أمر الحسن الثاني كبير خدمه بأن يحضر الشفنج من مطبخ القصر كل صباح,غير أن اليوم الموالي كان يوم سبت والملك اعتاد أن لا يجتمع يمساعديه في افران خلال نهاية الأسبوع,فاتهز المستشار مول الشفنج الفرصة ليزور بيته بالرباط دون اذن الملك,ناسيا أنه كان على موعد مع الشفنج الملكي.يوم الاثنين وبعد أن جلس الملك الى مائدة الغذاء,"ومن طقوسه أن يأكل لوحده بينما يجلس الآخرون أمامه,ولما انتهى االمهرج من رواية بعض القفشات لفتح شهية الملك",يوضح الفقيه محمد بينبين مؤنس الحسن الثاني,سأل الأخير مستشاره كي جاه مذاق الشفنج,وكان عارف أنه ما كلاهش.وبما أن المستشار لا يستطيع أن يكذب على الملك فقد أصيب بالتلعثم,ولم يستطع أن يشرح للملك السبب الذي أدى به الى أن يخلف موعده مع الشفنج الملكي.غضب عليه الحسن الثاني غضبة طريفة,وأمره عقابا له بان يقوم في صباح اليوم الموالي بعجن وقلي السفنج لجميع الحاضرين.

 

 

أحرضان مسخوط الملك

 

T_1f924bc8_3332_4342_8829_2aeee3349befخلال احدى المجالس الحكومية,مطلع الثمانينات من القرن الماضي,وبينما كانت هجومات البوليزاريو تشتد في الصحراء,تدخل المحجوبي أحرضان الذي كان حينها كاتب دولة مكلف بالتعاون الدولي وقال"عطيوني كتيبة ديال العسكر ونهنيكم من هاد المشكل".قبل أن ينفض الاجتماع بلغ الخبر الحسن الثاني,ودخل على أعضاء حكومته وتوجه لأحرضان قائلا"واش نت بوحدك اللي وطني فهاد البلاد, راه حنا كلنا وطنيين ولكن ماشي بهاد الطريقة".توقف الأمر عند هاد الحد مؤقتا قبل ما يجبد أحرضان على راسو النحل عاوتاني ملي مشى كال فحوار مع جريدة"الباييس"الاسبانية ما معناه أن"العقد اللي بينا وبين الملك هو عقد البيعة وخاص كل طرف يحترم هاد العقد".قبل من هادي كان أحرضان ومحمد شفيق جابو الشاعر والرئيس السينكالي السابق ليوبول سيدار سينكور للرباط باش يشارك فالجمع العام التأسيسي لجمعية"أكراو أمازيغ".الحسن الثاني تقلق بزاف حيث عيطو على سينكور بلا خبارو وبلا ما يتشاورو معاه...الحاصول جمع لأحرضان كلشي فدقة وحدة,ومنع تأسيس هاد الجمعية,وجرا عليه بطريقة غير مباشرة من حزب"الحركة الشعبية" اللي كان ديك الساعة هو الرئيس ديالو,و"نظم مؤتمر استتنائي للحزب سنة 1986 أقيل خلاله أحرضان وانتخبت لجنة من 8 أمناء عاملين استقلوا طائرة باتجاه مراكش ليستقبلهم الحسن الثاني ويقرر تعيين امحند العنصر أمينا عاما جديدا للحزب",يروي ناشط حركي عايش هذه المرحلة,فيما رفض أحرضان سرد ما جرى.الأخير جمع راسو وطلع لوالماس وبقي كيضارب حتى تدخلو ليه صحابو من الخارج باش عاد سمح ليه الحسن الثاني.

 

 

"بعد من التراث ديالي"

 

Photo_223_بينما كانت فرقة للفنان لحسن زينون تقدم عرضا في الرقص في حضرة الأميرة لالة فاطمة الزهراء,دخل الحسن الثاني ليفاجأ براقصة من منطقة سوس تشارك في عرض لفن البالي."سيري شطحي أحيدوس".هكذا قال الحسن الثاني,قبل أن يلقي بنظرة باردة نحو زينون ويضيف"ها اللي غادي يخرج عليكم"ويبدو أن زينون"تجرأ" على العزف على وتر حساس لدى الحسن الثاني,الذي ذهب بعيدا في غضبته على الرجل وقال له مهددا وخنجره بين يديه"حيد هاد الشي ديال العيلات(يقصد شال كان يضعه زينون)هادي راها بلاد الخيالة والرجالة,والخيالة ما كيشطحوش,بالله العلي العظيم وما تبعد من التراث ديالي حتى نحط عليك دعوتي" يا لطيف,زينون أصيب بصدمة نفسية شديدة,فأغلق على نفسه بيته ولم يبرحه مدة أشهر"أصبحت أخرج من البيت وأذهب لأتأمل الصخور,ساعدني عى ذلك كاهن زارني بالبيت ونصحني بعدم مغادرة البلاد

 
   
 

Este sitio web fue creado de forma gratuita con PaginaWebGratis.es. ¿Quieres también tu sitio web propio?
Registrarse gratis